The Armenians of Egypt celebrate the Translators' Day (In Arabic)

الأبجدية الأرمنية


إحتفلت الجالية الأرمنية في مصر يوم 15 تشرين الأول بذكرى مرور 1600 عام على اكتشاف الأبجدية الأرمنية وهو ما يسمى بـ”عيد المترجمين” أيضاً، ويعتبرونه من أيامهم الخالدة التي يستعدون لها بشكل مناسب، خصوصاً في مدارسهم.

وحسب تحقيق نشرته مجلة “المصوّر” (14 تشرين الأول 2005) يشكل الأرمن في مصر دولة داخل الدولة، ليس لأنهم لا يحترمون القانون أو يضربون بالقواعد عرض الحائط، وإنما لإصرارهم على الحفاظ على هويتهم الأرمنية وتجنب الاختلاط مع باقي الشعب. وهم لهم عاداتهم التي تميّزهم ويحرصون عليها أشد الحرص، منها أنهم لا يستخدمون اللغة العربية فيما بينهم للتحدث ولكن الأرمنية هي لغتهم الأساسية كما أنهم لا يزوّجون أو يتزوّجون من خارج الجالية ويمثل لهم هذا خطاً أحمر.

وقد شكّلت لهم المذابح، التي ارتكبها العثمانيون ضدهم في 24 نيسان عام 1915 وراح ضحيتها مليون ونصف المليون أرمني وهُجِّر أو هاجر الكثيرون منهم على أثرها الى البلاد العربية ومنها مصر، هاجساً بأنهم معرضون للإبادة ومن الممكن أن يضيعوا في أي لحظة، لذلك وضعوا قواعد للحياة في البلاد العربية التي هاجروا إليها منها أن يكونوا مترابطين ومحافظين على لغتهم وثقافتهم، واستمرار ارتباطهم بالوطن الأم أرمينيا.

ويرجع وجود الأرمن في مصر الى العصر الفاطمي حيث جاءوا مع بدر الدين الجمالي الذي كان نائباً للخليفة في مصر، وكان أرمنياً. وجاء معه جيش فيه جنود كثيرون من الأرمن ومعهم عائلاتهم وكان يقدّر عددهم بـ30 ألف أرمني. ومع الوقت قلّ العدد ثم بدأ يزيد مع حكم محمد علي الذي استعان بالأرمن في وظائف كثيرة في الدولة كانت تستوجب معرفة اللغات والتوافق مع النظام الشرقي.


وكان للأرمن أيام محمد علي وضع عظيم ويحكى أن أحدهم وهو “بغوص بك يوسف” كان مستشاراً لمحمد علي لأكثر من 40 سنة للأمور الفرنجية والتجارة الخارجية. وكان محمد علي يثق فيه ثقة عمياء لدرجة أنه عندما قام بحملة على السودان أعطى له فرمانات موقعة على بياض لكي يسلمها في وقت اللزوم. وعندما توفي بغوص بك في الإسكندرية وعلم محمد علي أنه دفن من دون المراسم الواجبة أمر حاكم الإسكندرية بإخراج الجثمان وإعادة دفنه رسمياً بوجود كل قناصل الدول الأجنبية.


ويقول “برج ترزيان” رئيس مجلس إدارة بطريركية الأرمن الأرثوذكس ونائب رئيس الجمعية الخيرية الأرمنية الذي يعتبره الأرمن المرجعية التاريخية عن كل ما يخص الأرمن في مصر، إن تعداد الأرمن الآن يقدر بنحو 10 آلاف نسمة وأغلبهم من الأرمن الأرثوذكس وهناك عدد قليل من الأرمن الكاثوليك ويتركزون في القاهرة في منطقة مصر الجديدة وقبل هذا كانوا في منطقة الظاهر وبين الصورين وفي الإسكندرية في منطقة الإبراهيمية.


ويضيف “برج”: كان للأرمن دور مهم في الحياة السياسية خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر حيث كان نوبار باشا أول رئيس وزراء لمصر عام 1878 وكان هناك ما لا يقل عن 4 وزراء للخارجية. وعن أهم المهن التي عمل بها الأرمن قال “برج”: نحن بطبيعتنا حرفيون وأهم أعمالنا الطباعة والصاغة ومهن الزنكوغراف والتصوير. ونحن نحافظ على لغتنا القومية وتقاليدنا ونتحدث فيما بيننا باللغة الأرمنية وهناك مدارس خاصة بالأرمن عددها 3 مدارس: مدرستان في القاهرة وأخرى بالإسكندرية.


وقال “برج”: هناك العديد من الصحف التي تصدر باللغة الأرمنية منها “أريف” وتعني الشمس وجريدة “هوسابير” وتعني جالب الأمل وهي صحف يومية وهناك صحيفة أسبوعية هي “جاهاكير” وتعني “حامل الشعلة” وهناك مجلة شهرية تصدر كملحق لـ”أريف” باللغة العربية وتوزع بالمجان على قصور الثقافة والمؤسسات الصحافية.



أما الدكتور “سورين بايراميان”، وهو طبيب فم وأسنان، فيقول: إن عدد الأرمن وصل في الأربعينات الى 45 ألفاً ولكن نتيجة لسياسة التمصير فيما بعد ثورة يوليو 1952 هاجر العديد من الأرمن وقلّ عددهم بشدة الى أن وصل الى ما يقرب من 10 آلاف أرمني.


?


المصدر: المستقبل – الاحد 23 تشرين?الأول 2005 – العدد 2078 – نوافذ 2 – صفحة 16


?


الموقع على الشبكة